قد أثبتَتِ الدِّرَاساتُ أنَّ حاسَّة الشَّمِّ مرتبطةٌ بشكلٍ مُبَاشرٍ مع الدِّماغ، والرَّوائح التي يشمُّها الإنسانُ لها تأثيرُها المباشر على الوجدان, والمزاج, والعواطف, والذَّاكرة.
وقد توصَّل العُلماءُ إلى أنَّ العُطورَ تُؤَدِّي إلى تحسينِ السُّلوك الاجتماعي من ناحيةٍ, ومن ناحيةٍ أُخْرَى فإنها تحسن من القوى الذهنية كالتركيز, والانتباه, والاستيعاب, والفهم, والتحليل , و الوصول لحل معضلات الحياة اليومية, وزيادة النَّشاط العمليِّ والأكاديميِّ والاجتماعيِّ .
وقد أكَّدت الدِّراساتُ أيضاً أنَّها تُحَسِّن من نظرة الإنسان إلى بيئتِه والظُّروفِ والنَّاس المُحيطين, حيث إِنَّها تزيد من التَّلقِّي والقبول والاستمتاع بِمُجريات الحياة وخِبراتها كالسَّفر, والزِّيارات, والشراء, والعمل, وتحسين صُورة الأشياء والنَّاس في نظر الشَّخص, مِمَّا يجعلُه أكثرَ راحةً وانسجامًا مع البيئةِ المُحيطة وأكثرَ إِنجازًا في مختلف نواحي الحياة.
وقد كشفتِ الأبحاثُ أنَّ النَّاسَ يكونون أكثرَ أداءً اجتماعياًّ وانسجاماً وتعاوُناً عملياًّ وارتياحًا نفسيًّا في الأجواء التي يسودها روائحُ عَطِرَةٌ, وأنَّ العُطورَ تَرفع من المزاج, وتُشْعِر الإنسانَ بالرَّاحَةِ, والسَّعادةِ, وتُقلِّل من الشُّعور بالإحباط, والقلق, والكآبةِ.
وكذلك الحالُ بالنِّسبة إلى الذَّاكرة، فقد وُجِدَ أنَّ التَّركيزَ والانتباهَ وقوَّة استرجاع الذَّاكرة, والقُدرة على تخزين المعلومات يزداد بشكلٍ صارخٍ في الأجواءِ المُعَطَّرة, على العكس تمامًا من الأجواءِ غيرِ المُعَطِّرة أو التي يَشُوبها روائحُ كريهةٌ .
إنَّ الجمالَ لا يُرَى بِالْعَيْنِ فقط بل أيضاً عن طريقِ الأنف من خلال حاسَّة الشَّمِّ, والرَّوائح الزَّكِيَّة العَطِرَة, إنَّها لُغَةٌ عالميَّةٌ لا تَعرف الحُدودَ.